دقات ناقوس سفينة الأحلام تعلن برتابة
"حان وقت الرحيل"
يبحر الغريب من ميناء الأحزان
باحثا عن وطن
وعن ذاته الضائعة بين أمواج البحر
وعن أرض جديدة خضراء لم يطأها بعد بشر
وعن إجابة السؤال:لماذا كلما يطئ الإنسان أرضاً جديدة خضراء
حولها إلى ميناء جديدة للأحزان.
هو الآن في وسط البحر حيث لا شطئان
يقذف بسنارته في البحر الذي يبدو هادئا دافئا حنونا
يستغرقه التفكير ...
يدري كم تسخر منه النوارس الحزينة
-رفيقته الوحيدة في الرحلة-
لأنه يصطاد بلا طعم
يدري ...لكنه لايأبه
لأنه يأبى أن يخدع الأسماك الصغيرة المسكينة
لمجرد أن يرضي رغباته ويثبت وجوده
يستغرق في التفكير أكثر وأكثر
يحلم ،لايدري أن كان متيقظا أم نائما
شمس مشرقة لاتغيب
بحر هادئ لايعوق حركته
ورياح صديقة تأخذه إلى حيث يريد
يفيق من حلمه وقطرات ثقيلة تبلل أنفه
في بادئ الأمر ظن أنها قطرات الندى
زاد هطول المطر وأظلمت السماء ثم أبرقت
ثار البحر وتصارعت أمواجه
بقي السمك الصغير خائفا
ينتظر في القاع
،ترى من يفوز هذه المرة هكذا يسأل نفسه
لم ينتظر طويلا حتى جاءته الإجابة
أجبرت رياح الشمال الغريب على العودة مرة أخرى لميناء أحزانه.
[right][justify][img][/img][i]